مثلث الحياة ...
حياتك مثلث ذو ثلاثة
أضلاع، وإذا أتقنت رسم هذه الأضلاع مع زواياها
فأنت أتقنت فن الحياة، وكل ما يكون من
تفاصيلك اليومية هي فسيفساء
صغيرة داخل هذا المثلث، وأضلاع مثلث الحياة الكبرى هي:
(سعادتك -
صورتك - آخرتك)، ومن ينجح في رسم أضلاع المثلث ينجح في فن
الحياة، ولذلك
تتولد من مثلث الحياة ثلاثة أسئلة عظيمة تحدد أحجام
الفشل والنجاح فيها، فأولها: كيف
تعيش سعيداً؟ وثانيها: على أي حائط
سيضع الناس صورتك؟ وثالثها: هل ستقودك هذه الحياة
إلى الجنة..؟
استصحاب هذه الأضلاع
الثلاثة في استراتيجية حياتك، والتفكير العملي
الدائم بأجوبة الأسئلة الثلاثة؛ سيقودك
إلى إتقان الحياة القصيرة والعيش
معها بأفضل صورة، وبدون تكامل هذه الأضلاع الثلاثة
ستنكسر حياتك،
وستسير عرجاء بخسائر فادحة.
عندما تبحث عن السعادة
في الخارج، فأنت لا تعرف الطريق ولن تصل
إليه أبداً، وكل حكماء السعادة يدركون أنها
تنبع من الداخل؛ لتصب في
الخارج، ومن يحفر آبار السعادة في الخارج سيكتشف أنها تنضب
بعد أول
دلو يسحب منها، وأنها تسقي لمرة واحدة، وعطشها طويل مهما تخيلنا
عكس ذلك، فالحب
والجمال والضحك والراحة هي حقائق تنطلق من
داخلك أولاً؛ لتستجيب لها الظروف ثانياً،
وإذا كنت تستجلب السعادة من
الظروف ومتغيراتها فإن الشقاء سيطول، والنكد سيدمن على
زيارتك.
رسم صورتك أمام الآخرين
هو الضلع الثاني من مثلث الحياة، ولن تتحدد
الصورة المثالية لك عند الناس؛ حتى تتحدد
في ذهنك أولاً، فالصورة
العفوية التي لم تفكر بها وأتت تلقائياً بتراكم المواقف ليست
هي الصورة
الأفضل لك؛ لأنك لم ترسمها في مخيلتك ابتداءً، ولم تعمل جاهداً في
أرض الواقع
على تحقيقها في مخيلة الناس، والكثيرون ليسوا راضين عن
الصورة المخلوقة لهم في أذهان
الناس، لأنهم أخفقوا في تحديد
صورتهم عند أنفسهم بوضوح، أو فشلوا في العمل على تمثل
هذه
الصورة في الواقع لتنطبع في أذهان الناس كما يتمنون،
ونجاحك في رسم
"صورتك" يمر بثلاث مراحل.. الأولى: رسم صورتك
الإيجابية التي تريدها بوضوح،
والثانية: أن تعمل على تحقيقها في الواقع،
والثالثة: أن تساعد الناس على مشاهدتها واتضاحها،
وتزيل العقبات
المانعة من مشاهدتها، ويكتمل هذا الضلع من الحياة عندما يضع الناس
صورتك
التي تريدها على الحائط الذي تريد.
الوصول إلى الجنة هو الغاية الأهم لحياتك، وآخرتك هي الضلع الأهم في
مثلث الحياة، وربنا لم يخلق الخلق إلا لعبادته، وهنا سؤال سهل الطرح
وصعب الإجابة:
هل عملك اليوم يوصلك إلى الجنة؟
بقلم الكاتب عبد الله المديفر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق