لطالما أردت أن يكون لدي أخ أكبر مني سناً أو توأماً لي ، و لكن ذلك
الأمر يبدو مستحيلاً للبعض ، بما أنني الإبنه الكبرى لعائلتي فهذا مستحيل ، و
بالرغم من كل هذا استطعت أن أكسر كل القواعد و أصبح لدي أخ أكبر مني بثمانية أعوام
...
لا أطيق قول هذا ولكن هذا الأخ هو خالي في الأصل – و أنا لا أعترف بذلك –
يدعى ياسر و هو أفضل و أروع أخ في العالم ، فأنا لم أرى في حياتي إنسان يتحمل
أحاديثي الكثيرة مثله ، و لم أرى شخصاً بطيبته و أسلوبه ، كان و لايزال هو الإنسان
المحبوب لدى الجميع .
طوال حياتي التي مضت لم أعطي هذا الإنسان أي اهتمام إلا أنه مجرد أخ
لأمي ، و إلى عام 1437 بدأت أرى هذا
الإنسان بوضوح أكثر فأكثر ، إلى أن أتى اليوم الذي قررت فيه أنه يجب أن يكون أخي
الذي لم تلده أمي ، وعندما عاد من أمريكا – يذهب إلى أمريكا لكي يدرس في جامعة
ميامي – سألته :
- هل يمكن أن تكون أخي الكبير ؟
- هههههه ، هل أنتِ حمقاء ؟!
- نحن أخوة منذ زمن بعيد ، ماهذا السؤال الغريب ؟
- حقاً ؟! و هل هذا يعني أنني أستطيع أن أناديك باسمك ؟
- أنا لا أهتم ، نادني بما تحبين .
لا أحد في هذا العالم كله – إلا الله – يعلم ما مدى سعادتي في تلك اللحظة
، لقد استطعت – بفضل الله – أن أحصل على شيء غالي الثمن بأسلوب بسيط و ودود ، أخي
كالكنز في قلبي .
في عيد الفطر سألني قائلاً :
- في أي صف أنتِ ؟
- سأدخل المرحلة الأولى من الثانوي .
- هذا رائع ! بعد ثلاثة سنوات ستكون هناك حفلة تخرج لي و لكِ و لطلال –
طلال هو ابن خالي و هو في نفس عمري - ، سأتخرج من الجامعة و أنتما من الثانوي .
- أحقاً ستنهي دراستك بعد ثلاثة
سنوات و تعود مقيماً هنا ؟! ... مع الأسف أنت تعود و أنا سأذهب – أريد أن أدرس في
الخارج – اشعر أنه لا ينبغي أن نكون في نفس المكان لفترة تزيد عن أشهر الإجازة
الصيفية .
- ما هذا الذي تتفوهين به ؟ أنت أيضاً ستنهي دراستك و ستعودين إلى هنا .
كانت هذه من أكثر اللحظات التي أتطلع إليها ، و لكنها لن تحدث مدى الحياة
، فهو لم يعد على قيد الحياة ، إنه شهيد عند ربنا مات مغدوراً في شقته بميامي في
أمريكا .
الآن أصبح لدي هدف أجمل منه في حياتي لا يوجد و هو أن ألتقي بأخي في
الجنة .
عندما علمت بخبر وفاته شعرت بأن قلبي الذي كان مملوءً بحبي لأخي قد أصبح
عبارة عن قشرة مجوفة ، لكن ذلك الشعور كان خاطئاً ، أنا قلبي يشتاق و ليس مجوفاً
صحيح أنه مات و لكن حبي له لم و لن يمت لازال قلبي مملوءً بالحب و عقلي بتلك
الذكريات الجميلة .
في بعض الأحيان عندما أتذكره أبكي ، أنا لا أبكي على الفراق أو على الحزن
لوفاته بل أبكي مشتاقة ، سيأتي يوماً من الأيام و أراه في الجنة كما كنت أراه قبل
عدة أشهر و سنكون في حالٍ أفضل ، مسرورين و فرحين و فائزين بالجنة .
أنا كنت أبكي حتى عندما كان حياً و أيضاً كان ذلك البكاء لأني أشتاق لأخي
و حسب ، فالأمر مسألة وقت حتى أراه من جديد ، و لكن هذه المرة ليس هو من سيأتي بل
أنا من سأذهب إليه .
دمت أخي في قلبي مدى الحياء ...... رحمك الله ❤❤❤
رحمه الله عليه يا جوري
ردحذفآمين يا رب
ردحذفو يسكنة في جنات النعيم في الفردوس الأعلى ، ويجمعنا به في الجنة يا رب
الله يرحمهه ويغفرله 💔💔
ردحذفآمين يا رب 💛
ردحذف